ميلو عضو نشيط
عدد الرسائل : 21 العمر : 35 الموقع : كلميمة_المغرب المزاج : نشيط جدا أعلام الدول : المزاج : المهنة : الهواية : دعـاء جميلدعـاء جميل : التبادل الاعلاني : نقاط التميز : 63 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/05/2009
| موضوع: الطب والصحة في الإسلام : الأحد مايو 31, 2009 5:14 am | |
| الطب والصحة في الإسلام :
كل الدروس حول الإيمان ، ننتقل الآن إلى البند الثاني ، وهو الصحة ، فلنبدأ بموضوع الطب في الإسلام ، أنطلق في هذا الدرس إن شاء الله من قوله تعالى :
[ سورة الشعراء ]
السياق خلقني يطعمني ، وقد يتوقع أحدكم أن تأتي الكلمة الثالثة : وإذا أمرضني فهو يشفين ، جاءت الكلمة الثالثة منسوبة إلى الإنسان :
] وَإِذَا مَرِضْتُ [
بعض استنباطات هذه الآية :
أصلُ المرض مخالفةُ منهج الله :
طبعاً هناك استنباطات عديدة ، من هذه الاستنباطات أن أصل المرض مخالفة لمنهج الله ، يعني إتقان صنعة الله ودقة صنعة الله ، قال تعالى :
[ سورة التين : 4]
معنى ذلك أنك مصمم بحيث لا تمرض ، فإذا طبقت منهج الله عز وجل في كل تفاصيله المرجح ألا تمرض إلا مرض الموت ، مرض الموت أنا أسميه بوابة الخروج ، فكل واحد منا شاء أو أبى حينما يدنو أجله له بوابة يخرج منها ، البوابات لا تعد ولا تحصى ، هذا مرض الموت لا شفاء له ، بل إنه يتفاقم ، لكل داء دواء إلا مرض الموت ، إلا السام ، أي مرض الموت .
دعونا من مرض الموت ، ولنبحث كيف نقي أجسامنا من الأمراض التي تقض مضجع الإنسان ، وتقلقه ، وتجعل حياته جحيماً لا يطاق .
أنواع الطب : ( 1 ) الطب الطبيعي :
الحقيقة أن الطب أنواع أربعة :
الشطر الأول : بذل الجهد :
أول نوع هو الطب الطبيعي .
أيها الإخوة الكرام ، الطب الطبيعي بذل الجهد فقط ، هذا الجسم بحسب قوانين الله عز وجل يحتاج إلى حركة ، الآن السؤال : أن أجدادنا الكرام كانوا يتمتعون بصحة تفوق حد الخيال ، لا لأن معلوماتهم الطبية كانت أوسع ، بالعكس معلوماتهم الآن أوسع بكثير ، بل لأن حياتهم كانت خشنة ، ومعنى حياتهم خشنة ، أي كانوا يبذلون جهداً كبيراً ، ومع هذا الجهد الكبير راحة نفسية ، وإذا سألتني عن سببين أساسيين لتمتع الإنسان بصحته فهما : بذل الجهد وراحة نفسية ، بذل الجهد حياتهم خشنة ، بيوتهم عدة طوابق ، وصعود ونزول ، طبخهم على الحطب ، غسيلهم في الطبق ، كما تعرفون ، حياتهم صعبة ، مواصلاتهم صعبة ، أكثرهم يتحركون ، فبذل الجهد أحد سببين أساسين من أسباب الطب الطبيعي .
الآن لو انتقلنا إلى بذل الجهد وعلاقته بالمجتمع ، كل إنسان يستهلك جهد الآخرين ممقوت وكل إنسان يقدم جهده للآخرين محمود ، بعيداً عن الصحة وعن أن بذل الجهد أحد سببين أساسين لتمتعك بالصحة ، بذل الجهد يجعلك متواضعاً وبذل الجهد يحبب الناس إليك فكان عليه الصلاة والسلام يقول :
(( برئ من الكبر من حمل حاجته بيده )) .
( الجامع الصغير عن أبي أمامة بسند ضعيف )
بذل جهداً ، وحينما كان مع أصحابه في سفر وأرادوا أن يعالجوا شاة قال أحدهم : عليّ ذبحها ، قال الثاني : عليّ سلخها ، قال الثالث : عليّ طبخها ، فقال عليه الصلاة والسلام : عليّ جمع الحطب ، يا رسول الله ، نكفيك ذلك ، قال : أعلم أنكم تكفونني ، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه .
فكان عليه الصلاة والسلام مع أنه قمة المجتمع ، ومع أنه زعيم الأمة ، ومع أنه نبي هذه الأمة ، ورسول هذه الأمة ، بل هو آخر الأنبياء والمرسلين ، وسيد ولد آدم أجمعين ، كان يبذل جهداً كأصحابه تماماً .
في معركة بدر قال :
(( كل ثلاثة على راحلة ، قال : أنا وعلي وأبو لبابة على راحلة ، ركب الناقة ، فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً ، قال : لا ، ما أنتما بأقوى مني على السير ، ولا أنا بأغنى منكم عن الأجر )) .
( أحمد )
بذل الجهد .
حدثني طبيب قلب قال لي : الإنسان الذي يخدم نفسه في البيت يؤدي الحد الأدنى من الرياضة ، صيانة للقلب ، فإذا أكلت ، وأعدت الطعام إلى المطبخ ، وغسلت الصحنين ، وأتيت بحاجتك بنفسك ، وخدمت نفسك هذا الحد الأدنى الأدنى من الرياضة ، أنت حينما تبذل جهداً تصون جسمك ، لذلك الذين يتلقون جهود الآخرين العلل في أجسامهم لا تعد ولا تحصى ، والذين يقدمون جهدهم للآخرين هم يتمتعون بلياقة صحية تفوق حد الخيال .
لكن أيها الإخوة الكرام ، في موضوع الصحة أروي هذه القصة مئات المرات ، يمكن أن تستمتع بنشاطك وحيويتك وصحتك طوال عمرك ، والبطولة ليست في مقتبل العمر ، بل في خريف العمر ، البطولة أن تكون في السبعين وأنت نشيط ، وأنت تتحرك بحرية تامة ، وتقضي حاجتك بيدك ، هذه من نعم الله الكبرى ، والذي أقول عنه دائماً كان في السادسة والتسعين منتصب القامة ، حاد البصر ، مرهف السمع ، أسنانه في فمه ، إذا سئل : يا سيدي ، ما هذه الصحة التي أكرمك الله بها ؟ يقول : يا بني حفظناها في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر .
الآن يتوهم بعض ضيقي الأفق أن الذي يعمل بيده ، ويتعب إنسان في الدرجة الدنيا من المجتمع ، أما الذي يعطي الأوامر فهو في الدرجة العليا ، بالعكس الذي يبذل جهداً يتمتع بصحة لا تقدر بثمن ، لذلك قال بعض الصحابة الكرام :
<< أمرني حبيبي أن لا أسأل الناس شيئاً >> .
يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مادمت قادراً على أن تخدم نفسك ، وأن تأتي بحاجاتك بنفسك ، وأن تحمل حاجاتك بيدك ، وأن تكون في مهنة أهلك ـ وقد كان عليه الصلاة والسلام في مهنة أهله ـ فأنت حققت شطر الصحة .
الشطر الثاني : الراحة النفسية :
صدقوا أيها الإخوة الكرام ، لن يتمتع ضعيف الإيمان | |
|